هل تعلم أن معدل التركيز لدى الإنسان انخفض بنسبة 33% خلال العقد الماضي؟ في عالم مليء بالمشتتات الرقمية، أصبح الحفاظ على الانتباه تحديًا يوميًا للكثيرين.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن متوسط فترة التركيز الآن أقل من 8 ثوانٍ، وهو أقل من سمكة ذهبية! هذا التشتت يؤثر سلبًا على الإنتاجية والنجاح في العمل والدراسة.
في هذا المقال، سنستعرض طرقًا عملية لتعزيز القدرة على الانتباه، مستندين إلى أحدث الأبحاث العلمية. ستتعلم تقنيات بسيطة يمكن تطبيقها فورًا لتحقيق نتائج ملموسة.
النقاط الرئيسية
- انخفاض معدلات التركيز أصبح ظاهرة عالمية
- التكنولوجيا الحديثة تؤثر سلبًا على القدرة على الانتباه
- تحسين التركيز يرتبط مباشرة بالنجاح المهني
- توجد استراتيجيات عملية لتعزيز القدرة على التركيز
- التدريب اليومي يمكن أن يحسن الأداء الذهني
أهمية التركيز والانتباه في حياتنا اليومية
في عصر السرعة والتكنولوجيا، أصبحت القدرة على الحفاظ التركيز كنزًا ثمينًا. تؤثر هذه المهارة على كل جانب من جوانب الحياة، من الأداء الوظيفي إلى العلاقات الشخصية.
تأثير التركيز على الإنتاجية
تظهر الدراسات أن الموظفين الذين يتمتعون بتركيز عالٍ ينجزون مهامهم بسرعة تزيد 50% عن غيرهم. في قطاع التكنولوجيا مثلًا، يحل المبرمجون المركزون المشكلات بتعقيد أقل بنسبة 40%.
يعود هذا إلى آلية عمل الدماغ أثناء التركيز المكثف. عندما نركز، تعمل مناطق الدماغ بتناغم، مما يقلل الأخطاء ويحسن جودة القرارات.
الصحة العقلية والانتباه
تربط الأبحاث بين صعوبة التركيز المستمرة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 35%. من ناحية أخرى، يحسن الانتباه الجيد المرونة العقلية والقدرة على التعامل مع الضغوط.
تنصح منظمة الصحة العالمية بممارسات يومية بسيطة مثل تمارين التنفس لتعزيز الصحة العقلية. هذه التمارين لا تتجاوز مدتها 5 دقائق ولكن تأثيرها يستمر لساعات.
العوامل الغذائية المؤثرة على التركيز
تلعب التغذية دورًا حيويًا في تحسين أداء الدماغ وتعزيز القدرة على التركيز. ما نضعه في أطباقنا يؤثر مباشرة على كفاءة وظائف الدماغ وقدرتنا على الانتباه لفترات طويلة.
أطعمة تقوي التركيز والذاكرة
تساعد بعض الأطعمة على تعزيز النشاط الذهني بسبب محتواها الغني بالمغذيات. الأسماك الدهنية مثل السلمون تحتوي على أوميغا-3 التي تحسن التواصل بين الخلايا العصبية.
الجوز غني بمضادات الأكسدة وفيتامين E الذي يحمي خلايا الدماغ. الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ توفر الحديد وحمض الفوليك الضروريين لوظائف الإدراك.
دور الماء في تحسين وظائف الدماغ
يشكل الماء 75% من تكوين الدماغ، لذا فإن شرب الماء بانتظام يحافظ على كفاءته. الجفاف بنسبة 2% فقط قد يسبب ضعفًا في الذاكرة وصعوبة في التركيز.
ينصح بتناول 8 أكواب ماء يوميًا، مع زيادة الكمية في الأجواء الحارة أو أثناء ممارسة الرياضة. يمكن إضافة شرائح الليمون أو النعناع لإضفاء نكهة محببة.
تأثير الكافيين على الانتباه
يقدم الكافيين دفعة سريعة للتركيز لكن تأثيرها مؤقت. القهوة والشاي الأخضر يحتويان على مضادات أكسدة تفيد وظائف الدماغ عند تناولها بكميات معتدلة.
الجرعة الآمنة تتراوح بين 200-400 ملغ يوميًا للبالغين. الإفراط في المنبهات قد يسبب الأرق والعصبية وضعف التركيز على المدى الطويل.
دور النوم في تعزيز التركيز
ما لا يعرفه الكثيرون أن الدماغ يعيد تنظيم نفسه أثناء النوم لتحسين التركيز. خلال المراحل العميقة من النوم، تقوم الخلايا العصبية بإصلاح الروابط وتقوية الذاكرة، مما يجهز العقل لليوم التالي.
أظهرت دراسات حديثة أن قلة النوم تقلل القدرة على معالجة المعلومات بنسبة تصل إلى 40%. هذه الخسارة تعادل تأثير التقدم في العمر 5 سنوات فيما يخص الوظائف الإدراكية.
كم عدد ساعات النوم المثالية للتركيز؟
يحتاج البالغون عادةً إلى 7-9 ساعات نوم يوميًا لأداء ذهني مثالي. لكن الجودة أهم من الكمية – ساعة من النوم العميق تفيد أكثر من ثلاث ساعات نوم متقطع.
ينصح الخبراء بالآتي لتحسين جودة النوم:
- النوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة حتى في العطلات
- تجنب الكافيين قبل 6 ساعات من النوم
- إبقاء غرفة النوم مظلمة وباردة (18-22°م)
علاقة جودة النوم بالانتباه
خلال مرحلة النوم العميق، ينتج الدماغ موجات دلتا التي تعزز صحة الخلايا العصبية. هذه العملية تزيل السموم المتراكمة أثناء اليقظة والتي تؤثر سلبًا على التركيز.
الأجهزة الإلكترونية قبل النوم تمنع إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم. تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو القراءة الورقية تساعد على الانتقال السريع إلى النوم العميق.
اضطرابات النوم المزمنة مثل انقطاع النفس قد تسبب تلفًا دائمًا في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه. في هذه الحالات، يجب استشارة أخصائي نوم لتشخيص الحالة وعلاجها مبكرًا.
كيف تقوي التركيز والانتباه من خلال التمارين الرياضية
أثبتت الأبحاث الحديثة أن الحركة الجسدية تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز القدرات الذهنية. التمارين الرياضية لا تقوي الجسم فحسب، بل تزيد تدفق الدم إلى الدماغ بنسبة 15%، مما يحسن الأداء المعرفي بشكل ملحوظ.
أفضل التمارين لتحسين وظائف الدماغ
تختلف أنواع ممارسة التمارين في تأثيرها على الوظائف العقلية. تمارين الكارديو مثل الجري والسباحة تزيد إفراز الدوبامين، الناقل العصبي المسؤول عن التحفيز والمتعة. بينما تمارين القوة تحفز نمو خلايا عصبية جديدة في مناطق الذاكرة.
تشير دراسة حديثة إلى أن الطلاب الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا يحققون درجات أعلى بنسبة 20%. الجدول الأمثل يشمل 30 دقيقة من التمارين المعتدلة 5 أيام أسبوعيًا، مع تمارين تقوية مرتين أسبوعيًا.
العلاقة بين النشاط البدني والصحة العقلية
يقلل النشاط البدني المنتظم من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول بنسبة 30%. هذا التحسن المباشر في زيادة التركيز يرتبط بتحسن التواصل بين مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه.
يمكن دمج الحركة في الروتين اليومي بسهولة:
- صعود السلالم بدل المصعد
- المشي أثناء المكالمات الهاتفية
- تمارين التمدد كل ساعتين أثناء العمل
تظهر فحوصات الدماغ أن الذين يمارسون الرياضة بانتظام لديهم حجم أكبر في منطقة الحصين، المركز الرئيسي للتعلم والذاكرة. هذا التغير البنيوي يفسر التحسن الدائم في الوظائف الإدراكية مع الاستمرار في النشاط البدني.
تمارين عقلية لتعزيز التركيز
في عالم يتسم بالتشتت الذهني المستمر، تبرز التمارين العقلية كأداة فعالة لشحذ القدرات الإدراكية. هذه الممارسات البسيطة يمكنها إحداث تحول جذري في أداء الدماغ عند تطبيقها بانتظام.
تقنيات التأمل لتحسين الانتباه
يعد التأمل من أقوى الأدوات لتدريب العقل على التركيز. دراسة حديثة أظهرت أن 10 دقائق يوميًا من التأمل لمدة 21 يومًا تزيد فترة الانتباه بنسبة 35%.
للمبتدئين، يمكن البدء بجلسات قصيرة تركز على التنفس. مع الوقت، يصبح العقل أكثر قدرة على مقاومة المشتتات وإعادة التركيز عند تشتت الانتباه.
تمارين التنفس العميق
تعتمد تقنية التنفس 4-7-8 على الشهيق لمدة 4 ثوانٍ، حبس النفس 7 ثوانٍ، ثم الزفير لمدة 8 ثوانٍ. هذه الطريقة تخفض معدل ضربات القلب وتزيد تدفق الأكسجين إلى الدماغ.
يمكن ممارسة هذا التمرين قبل المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا. تكراره 3-4 مرات يوميًا يحسن الأداء الذهني بشكل ملحوظ خلال أسبوعين فقط.
كيفية تقوية الذاكرة
تعتمد تقوية الذاكرة على تنشيط الروابط العصبية الجديدة. ألعاب الذكاء مثل الشطرنج أو الكلمات المتقاطعة تحفز مناطق التعلم في الدماغ.
أظهرت أبحاث أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية أثناء العمل يرفع كفاءة معالجة المعلومات بنسبة 20%. كما أن التخيل الموجه يساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة.
النباتات المكتبية الخضراء تساهم في تحسين الذاكرة بنسبة 30% وفق دراسات، بسبب زيادة مستويات الأكسجين وتقليل التوتر.
إدارة التوتر وأثره على التركيز
يعد التوتر أحد أكبر العوائق التي تواجهها قدرتنا على الأداء الذهني الفعال. تؤثر مستويات التوتر المرتفعة بشكل مباشر على كفاءة الدماغ، مما يجعل إدارتها ضرورة لا غنى عنها لتحسين الإنتاجية.
تأثير القلق على الوظائف الإدراكية
عندما يتعرض الجسم للتوتر، يفرز هرمون الكورتيزول الذي يعيق عمل مناطق الدماغ المسؤولة عن الصحة العقلية. الدراسات تظهر أن التوتر المزمن يقلص حجم الحصين بنسبة 10%، وهي المنطقة الحيوية للتعلم والذاكرة.
يؤدي القلق المستمر إلى:
- انخفاض القدرة على معالجة المعلومات بنسبة 30%
- زيادة الأخطاء في المهام المعقدة
- صعوبة في اتخاذ القرارات السليمة
أساليب فعالة للتحكم في الضغوط
يمكن تقليل مستويات التوتر بنسبة 40% عبر تطبيق استراتيجيات بسيطة. إدارة الوقت بشكل فعال هي الخطوة الأولى، حيث توفر نظامًا واضحًا يقلل من الضغوط غير الضرورية.
من التقنيات المجربة:
- التوكيدات الإيجابية اليومية لتعزيز الثقة بالنفس
- تمارين التنفس العميق لمدة 5 دقائق عند الشعور بالضغط
- تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة قابلة للإنجاز
برنامج الستة أسابيع لإدارة الضغوط أثبت فعاليته في تحسين الأداء الذهني. يجمع هذا البرنامج بين تقنيات التأمل الغربية وتمارين الاسترخاء الشرقية لتحقيق توازن مثالي.
تنظيم البيئة المحيطة لتحسين التركيز
قد لا يدرك البعض أن ترتيب المساحة المحيطة بك يؤثر بشكل مباشر على أدائك الذهني. تظهر الأبحاث أن البيئة المنظمة يمكن أن تعزز الإنتاجية بنسبة 25% مقارنة بالأماكن الفوضوية.
أثر الفوضى على الانتباه
تعمل الفوضى البصرية على إرهاق العقل دون أن نشعر. كل عنصر غير منظم في مكان العمل يستهلك جزءًا من طاقتك الذهنية في معالجته، حتى لو كان خارج نطاق تركيزك المباشر.
تشير دراسات علم النفس البيئي إلى أن:
- الإضاءة المناسبة تزيد اليقظة بنسبة 20% (500 لوكس هو المستوى المثالي)
- الألوان الهادئة مثل الأزرق الفاتح تخفض معدل ضربات القلب
- المساحات المفتوحة تحسن تدفق الأفكار الإبداعية
كيفية تهيئة مكان العمل للتركيز
لتحويل مساحتك إلى بيئة محفزة للتفكير، ابدأ بتقسيم المنطقة إلى ثلاث زوايا: منطقة العمل الأساسية، منطقة المراجع، ومنطقة الراحة. هذا التقسيم يقلل الحركات غير الضرورية ويحفظ الطاقة الذهنية.
أدوات مكتبية ذكية يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا:
- حوامل الوثائق الرأسية لتقليل البحث عن الأوراق
- لوحات المهام المغناطيسية لتنظيم الأولويات
- سماعات عازلة للضوضاء للتركيز العميق
دور النباتات في تحسين النشاط الذهني
أثبتت النبتات المكتبية مثل اللبلاب أو الألوفيرا قدرتها على تنقية الهواء وزيادة مستويات الأكسجين. هذه النباتات لا تزين المساحة فحسب، بل تحسن المزاج وتقلل التوتر بنسبة 15%.
أفضل 3 نباتات لمكاتب العمل:
- نبات الثعبان: يزيل السموم ويزيد الرطوبة
- اللافندر: يهدئ الأعصاب ويعزز الاسترخاء
- البامبو: ينمو في الإضاءة المنخفضة ويساعد على التركيز
تذكر أن ترتيب البيئة المحيطة ليس رفاهية، بل استثمار في إنتاجيتك وصفاء ذهنك. التغييرات الصغيرة المتسقة تؤدي إلى تحسينات كبيرة مع الوقت.
التقنيات الحديثة وتأثيرها على التركيز
أصبحت الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنها تحمل تأثيرًا مزدوجًا على أدائنا الذهني. بينما توفر هذه التقنيات فوائد لا حصر لها، فإنها أيضًا تشكل تحديًا كبيرًا لقدرتنا على الحفاظ على انتباه مستمر.
التأثير الخفي لوسائل التواصل على العقل
تشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المفرط لـ وسائل التواصل الاجتماعي يقلل فترة الانتباه بنسبة 40%. يعود هذا إلى ظاهرة التشتت الرقمي، حيث يقفز العقل بين المحفزات المختلفة بسرعة.
التمرير اللانهائي في التطبيقات يخلق عادة ذهنية خطيرة. يعتاد الدماغ على التبديل السريع بين المحتويات، مما يضعف قدرته على التركيز لفترات طويلة.
حلول عملية للحد من التشويش الرقمي
لحماية عقلك من المشتتات الرقمية، جرب هذه الاستراتيجيات الفعالة:
- استخدم تطبيقات مراقبة وقت الشاشة لتحديد أنماط استخدامك
- فعّل وضع “عدم الإزعاج” أثناء ساعات العمل المهمة
- خصص أوقاتًا محددة للتحقق من الإشعارات بدلاً من رد الفعل الفوري
برنامج إزالة السموم الرقمية لمدة 7 أيام يمكن أن يعيد ضبط عاداتك. ابدأ بإيقاف تشغيل الإشعارات غير الضرورية، ثم قلص وقت التصفح تدريجيًا.
الأجهزة المختلفة تتفاوت في تأثيرها على التركيز. أجهزة القراءة الإلكترونية تسبب تشتتًا أقل من الهواتف الذكية، بسبب غياب الإشعارات المتعددة.
تقسيم المهام وإدارة الوقت لتحسين التركيز
في عالم تتزاحم فيه المهام اليومية، تبرز أهمية التخطيط الذكي كحل أساسي لتحقيق الإنجاز. تظهر الأبحاث أن التحسين في إدارة الوقت وتقسيم الأعمال يمكن أن يرفع الكفاءة بنسبة 35%، وفقًا لأحدث الدراسات في مجال الإنتاجية.
كيفية تقسيم المهام الكبيرة
تحويل المشاريع المعقدة إلى مهام صغيرة هو فن يحتاج إلى إستراتيجية. طريقة “التجزئة الذكية” تعتمد على تفكيك العمل إلى أجزاء لا تتجاوز مدة كل منها 25 دقيقة، مع فترات راحة قصيرة بينها.
أدوات مثل تطبيق Trello أو Notion تساعد في تصور تدفق العمل. يمكنك إنشاء أعمدة للمهام الجارية، المكتملة، والمعلقة، مما يوفر نظرة شاملة على التقدم المحرز.
تقنيات إدارة الوقت الفعالة
تطورت تقنية بومودورو الكلاسيكية لتصبح أكثر مرونة. النسخة المعدلة تقترح 45 دقيقة عمل متواصل تليها 15 دقيقة راحة، مع تكرار الدورة 4 مرات قبل استراحة أطول.
قانون باركنسون يوضح أن العمل يتمدد لملء الوقت المخصص له. لذا فإن تحديد مواعيد نهائية واقعية لكن صارمة يمنع التسويف ويحفز الإنجاز.
من الأخطاء الشائعة في التخطيط اليومي:
- تجاهل الفترات الانتقالية بين المهام
- عدم مراعاة الطاقة الذهنية في أوقات الذروة
- الإفراط في تعدد المهام الذي يقلل الجودة
برنامج عمل لمدة أسبوع يجب أن يتضمن مساحات مرنة للتكيف مع الطوارئ. الجمع بين إدارة الوقت الصارمة والمرونة الذكية هو سر النجاح في العصر الحديث.
مكملات غذائية قد تساعد في تحسين التركيز
تلعب المكملات الغذائية دورًا هامًا في دعم صحة الدماغ وتعزيز الوظائف الإدراكية. بعض العناصر الغذائية قد تكون مفقودة في نظامنا اليومي رغم أهميتها للتفكير الواضح.
الفيتامينات والمعادن الأساسية للدماغ
تعتبر الفيتامينات من المجموعة B، خاصة B12، حيوية لوظائف الأعصاب. الجرعة اليومية الموصى بها تتراوح بين 2.4-2.8 ميكروجرام للبالغين.
أوميغا-3 من الأحماض الدهنية الأساسية التي تدعم التواصل بين الخلايا العصبية. المصادر الطبيعية تشمل الأسماك الدهنية، لكن المكملات قد تكون ضرورية لمن لا يتناولونها بانتظام.
المكملات العشبية لدعم الوظائف الإدراكية
الجينسنغ من أشهر الأعشاب المستخدمة لتحسين الأداء الذهني. تظهر الدراسات أنه قد يزيد تدفق الدم إلى الدماغ بنسبة 15% عند استخدامه بجرعات مناسبة.
الجنكو بيلوبا يساعد في تحسين الذاكرة قصيرة المدى. لكنه قد يتفاعل مع بعض الأدوية، لذا يفضل استشارة الطبيب قبل تناوله.
بعض النقاط المهمة عن المكملات:
- تبدأ النتائج بعد 4-6 أسابيع من الاستخدام المنتظم
- الجرعات الزائدة قد تسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة
- المكملات الطبيعية ليست بديلاً عن النظام الغذائي المتوازن
ينصح خبراء التغذية ببدء أي برنامج مكملات تدريجيًا. المراقبة المستمرة للاستجابة الجسمانية ضرورية لتعديل الجرعات.
متى يجب استشارة مختص؟
في بعض الحالات، قد تتجاوز صعوبات التركيز الحد الطبيعي وتتحول إلى مشكلة صحية تستدعي تدخلًا متخصصًا. يعاني 20% من البالغين من مشاكل في الانتباه تؤثر على جودة حياتهم اليومية، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
علامات تدل على وجود مشكلة في التركيز
توجد عدة مؤشرات تحذيرية تشير إلى حاجة الشخص لـ استشارة مختص:
- صعوبة متكررة في إنهاء المهام البسيطة رغم المحاولات الجادة
- نسيان المواعيد الهامة بشكل متكرر وغير مبرر
- تأثر العلاقات الاجتماعية أو الأداء الوظيفي سلبًا
- صعوبة متواصلة في متابعة المحادثات أو القراءة
- الشعور الدائم بالتشتت حتى في الأجواء الهادئة
الفرق بين النسيان العادي والمرضي يكمن في التكرار والتأثير. النسيان الطبيعي عارض مؤقت، بينما المشكلة الصحية تستمر لأكثر من 6 أشهر وتؤثر على جوانب متعددة من الحياة.
الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب
بعض مشاكل التركيز قد تكون عرضًا لحالات طبية تحتاج تشخيصًا دقيقًا:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) لدى البالغين
- الاكتئاب أو القلق المزمن
- أمراض الغدة الدرقية
- نقص الفيتامينات الأساسية
- أعراض مبكرة للخرف أو الزهايمر
يوصي الأطباء بزيارة أخصائي أعصاب أو طبيب نفسي عند ملاحظة 3 أعراض أو أكثر بشكل مستمر. يمكن إجراء فحوصات معملية مثل تحاليل الدم واختبارات الوظائف الإدراكية لتحديد الأسباب بدقة.
قبل الزيارة، يُنصح بإعداد قائمة بالأعراض وتواريخ ظهورها وأي أدوية تتناولها. يحق للمريض الحصول على تشخيص واضح وخطة علاج مخصصة مع الحفاظ على سرية المعلومات الطبية.
الخلاصة
الوصول إلى تحسين التركيز يحتاج إلى خطوات عملية متسقة. خلال هذا المقال، استعرضنا عوامل متعددة تؤثر على الأداء الذهني، من التغذية إلى النوم وإدارة التوتر.
ابدأ بتطبيق تغيير واحد صغير كل أسبوع. جدول زمني مقترح:
- الأسبوع 1: ضبط مواعيد النوم
- الأسبوع 2: إضافة تمارين التنفس
- الأسبوع 3: تحسين ترتيب مكان العمل
التغييرات البسيطة تؤدي إلى زيادة التركيز تدريجيًا. لا تنتظر الظروف المثالية، ابدأ اليوم بأسهل خطوة.
لمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على مصادر موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية. شاركنا تجربتك أو استفساراتك في التعليقات.
الأسئلة الشائعة
ما هي أفضل الأطعمة لتحسين التركيز؟
الأطعمة الغنية بأوميجا 3 مثل الأسماك الدهنية، والمكسرات، بالإضافة إلى الخضروات الورقية والتوت تعزز صحة الدماغ وتساعد على زيادة الانتباه.
كم ساعة نوم أحتاج لتحسين تركيزي؟
يحتاج معظم البالغين من 7 إلى 9 ساعات نوم يومياً للحفاظ على وظائف الدماغ بشكل مثالي، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون لساعات أكثر.
هل التمارين الرياضية تساعد في تقوية الذاكرة؟
نعم، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسن تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز الوظائف الإدراكية ويقلل من مشاكل النسيان.
كيف يمكنني تقليل المشتتات أثناء العمل؟
تنظيم مكان العمل، وإغلاق إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام تقنيات مثل “بومودورو” لإدارة الوقت يمكن أن يساعد في الحفاظ على التركيز.
ما تأثير التوتر على القدرة على التركيز؟
التوتر الزائد يضعف الانتباه ويزيد من صعوبة معالجة المعلومات، لذا فإن ممارسة تمارين التنفس والتأمل يمكن أن تخفف من آثاره.
هل شرب الماء يؤثر على التركيز؟
نعم، الجفاف حتى لو كان بسيطاً قد يؤدي إلى تشتت الانتباه، لذا يُنصح بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على صحة الدماغ.
متى يجب استشارة طبيب بشأن مشاكل التركيز؟
إذا كانت صعوبة التركيز تؤثر سلباً على الحياة اليومية أو تترافق مع أعراض أخرى مثل النسيان المتكرر، فمن الأفضل مراجعة مختص.